التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً
٥٠
-الفرقان

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالـى ذكره: ولقد قسمنا هذا الـماء الذي أنزلناه من السماء طهوراً لنـحيـي به الـميت من الأرض بـين عبـادي، لـيتذكروا نعمي علـيهم، ويشكروا أياديَّ عندهم وإحسانـي إلـيهم، { فأبى أكْثَرُ النَّاسِ إلاَّ كُفُوراً } يقول: إلا حجوداً لنعمي علـيهم، وأياديّ علـيهم. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلـى، قال: ثنا معتـمر بن سلـيـمان، عن أبـيه، قال: سمعت الـحسن بن مسلـم يحدّث طاوساً، عن سعيد بن جُبـير، عن ابن عبـاس قال: ما عام بأكثر مطراً من عام، ولكنّ الله يصرّفه بـين خـلقه قال: ثم قرأ: { وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَـيْنَهُمْ }.

حدثنـي يعقوب، قال: ثنا ابن علـية، عن سلـيـمان التـيـمي، قال: ثنا الـحسين بن مسلـم، عن سعيد بن جُبـير، قال: قال ابن عبـاس: ما عام بأكثر مطراً من عام، ولكنه يصرفه فـي الأرضين، ثم تلا { وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَـيْنَهمْ لِـيَذَّكَّروا }.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، قوله { وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَـيْنَهُمْ } قال: الـمطر ينزله فـي الأرض، ولا ينزله فـي الأرض الأخرى، قال: فقال عكرِمة: صرفناه بـينهم لـيذّكروا.

حدثنـي يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، فـي قوله: { وَلَقَدْ صَرَّفْناهُ بَـيْنَهُمْ لِـيَذَّكَّرُوا } قال: الـمطر مرّة ههنا، ومرّة ههنا.

حدثنا سعيد بن الربـيع الرازي، قال: ثنا سفـيان بن عيـينة، عن يزيد بن أبـي زياد، أنه سمع أبـا جحيفة يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: لـيس عام بأمطر من عامّ، ولكنه يصرفه، ثم قال عبد الله: { ولقَدْ صَرَّفْناهُ بَـيْنَهُمْ }. وأما قوله: { فأبى أكْثَرُ النَّاسِ إلاَّ كفُوراً } فإن القاسم.

حدثنا قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن عكرِمة { فأَبى أكْثَرُ النَّاسِ إلاَّ كُفَوراً } قال: قولهم فـي الأنواء.