التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٧٤
وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً فَقُلْنَا هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوۤاْ أَنَّ ٱلْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ
٧٥
-القصص

جامع البيان في تفسير القرآن

يعنـي تعالـى ذكره: ويوم ينادي ربك يا مـحمد هؤلاء الـمشركين فـيقول لهم: {أيْنَ شُرَكائيَ الَّذِينَ كُنْتُـمْ تَزْعُمُونَ} أيها القوم فـي الدنـيا أنهم شركائي.

وقوله: {وَنَزَعْنا مِنْ كُلّ أُمَّةٍ شَهِيداً} وأحضرنا من كلّ جماعة شهيدها وهو نبـيها الذي يشهد علـيها بـما أجابته أمته فـيـما أتاهم به عن الله من الرسالة. وقـيـل: ونزعنا من قوله: نزع فلان بحجة كذا، بـمعنى: أحضرها وأخرجها.وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: {وَنَزَعْنا مِنْ كُل أُمَّةٍ شَهيداً} وشهيدُها: نبـيها، يشهد علـيها أنه قد بَلَّغ رسالة ربه.

حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد قوله: {وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةِ شَهِيداً} قال: رسولاً.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد، بنـحوه.

وقوله: {فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ} يقول: فقلنا لأمة كلّ نبـيّ منهم التـي ردّت نصيحته، وكذّبت بـما جاءها به من عند ربهم، إذ شهد نبـيها علـيها بإبلاغه إياها رسالة الله: {هاتُوا بِرْهانَكُمْ} يقول: فقال لهم: هاتوا حجتكم علـى إشراككم بـالله ما كنتـم تشركون مع إعذار الله إلـيكم بـالرسل وإقامته علـيكم بـالـحجج. وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك، قال أهل التأويـل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة {فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ} أي بـينتكم.

حدثنـي مـحمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثنـي الـحارث، قال: ثنا الـحسن، قال: ثنا ورقاء جميعاً، عن ابن أبـي نـجيح، عن مـجاهد، قوله: {فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ} قال: حجتكم لـما كنتـم تعبدون وتقولون.

حدثنا القاسم، قال: ثنا الـحسين، قال: ثنـي حجاج، عن ابن جُرَيج، عن مـجاهد {فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ} قال: حجتكم بـما كنتـم تعبدون.

وقوله: {فَعَلِـمُوا أنَّ الـحَقَّ لِلّهِ} يقول: فعلـموا حينئذٍ أن الـحجة البـالغة لله علـيهم، وأن الـحقّ لله، والصدق خبره، فأيقنوا بعذاب من الله لهم دائم {وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ} يقول: واضمـحلّ فذهب الذي كانوا يُشركون بـالله فـي الدنـيا، وما كانوا يتـخرّصون، ويكذبون علـى ربّهم، فلـم ينفعهم هنالك بل ضرّهم وأصلاهم نار جهنـم.