التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوۤاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
٢١
-الروم

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالـى ذكره: ومن حججه وأدلته علـى ذلك أيضاً خـلقه لأبـيكم آدم من نفسه زوجة لـيسكن إلـيها، وذلك أنه خـلق حوّاء من ضلع من أضلاع آدم. كما:

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة { وَمِنْ آياتِهِ أنْ خَـلَقَ لَكُمْ مِنْ أنْفُسِكُمْ أزْوَاجاً } خـلقها لكم من ضلع من أضلاعه.

وقوله: { وَجَعَلَ بَـيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً } يقول: جعل بـينكم بـالـمصاهرة والـختونة مودّة تتوادّون بها، وتتواصلون من أجلها، ورحمة رحمكم بها، فعطف بعضكم بذلك علـى بعض { إنَّ فِـي ذلكَ لآياتٍ لقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } يقول تعالـى ذكره: إن فـي فعله ذلك لعبراً وعظات لقوم يتذكرون فـي حجج الله وأدلته، فـيعلـمون أنه الإله الذي لا يُعجزه شيء أراده، ولا يتعذّر علـيه فعل شيء شاءه.