يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ما يقول لك هؤلاء المشركون المكذّبون ما جئتهم به من عند ربك إلا ما قد قاله من قبلهم من الأمم الذين كانوا من قبلك، يقول له: فاصبر على ما نالك من أذى منهم، كما صبر أولو العزم من الرسل،
{ { وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الحُوتِ } }، وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { ما يُقالُ لَكَ إلاَّ ما قَدْ قِيلَ للرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ } يعزّي نبيه صلى الله عليه وسلم كما تسمعون، يقول:
{ { كَذَلكَ ما أتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إلاَّ قالُوا ساحِرٌ أوْ مَجْنُونٌ } }. حدثنا محمد، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السديّ في قوله: { ما يُقالُ لَكَ إلاَّ ما قَدْ قِيلَ للرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ } قال: ما يقولون إلا ما قد قال المشركون للرسل من قبلك.
وقوله: { إنَّ رَبَّك لَذُو مَغْفِرَةٍ } يقول: إن ربك لذو مغفرة لذنوب التائبين إليه من ذنوبهم بالصفح عنهم { وَذُو عِقابٍ ألِيمٍ } يقول: وهو ذو عقاب مؤلم لمن أصر على كفره وذنوبه، فمات على الإصرار على ذلك قبل التوبة منه.