يعنـي جل ثناؤه بقوله: { يُرِيدُونَ أنْ يَخْرَجُوا مِنَ النَّارِ } يريد: هؤلاء الذين كفروا بربهم يوم القـيامة أن يخرجوا من النار بعد دخولها، { وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها وَلهُمْ عَذَابٌ مُقِـيـمٌ } يقول: لهم عذاب دائم ثابت لا يزول عنهم ولا ينتقل أبداً، كما قال الشاعر:
فإنَّ لكمْ بِـيَوْمِ الشِّعْبِ مِنِّـيعَذَابـاً دائماً لَكُمُ مُقِـيـمَا
وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا الـحسين بن واقد، عن يزيد النـحوّي، عن عكرمة، أن نافع بن الأزرق قال لابن عبـاس: يا أعمى البصر، أعمى القلب، تزعم أن قوماً يخرجون من النار، وقد قال الله جلّ وعزّ: { وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها }؟ فقال ابن عبـاس: ويحك، اقرأ ما فوقها هذه للكفـار.