التفاسير

< >
عرض

فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ ٱلسَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ
١١
وَفَجَّرْنَا ٱلأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى ٱلمَآءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ
١٢
-القمر

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالى ذكره: { فَفَتَحْنا } لما دعانا نوح مستغيثاً بنا على قومه { أبْوَابَ السَّماءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ } وهو المندفق، كما قال امرؤ القيس في صفة غيث:

رَاحَ تَمْرِيه الصَّبا ثُمَّ انْتَحَىفِيهِ شُؤْبُوبُ جنوبٍ مُنْهَمِرْ

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ } قال: ينصبّ انصباباً.

وقوله: { وَفَجَّرْنا الأرْضَ عُيُوناً } يقول جلّ ثناؤه: وأسلنا الأرض عيون الماء. كما:

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، في قوله: { وَفَجَّرْنا الأرْضَ عُيُوناً } قال: فجَّرنا الأرض الماءَ وجاء من السماء.

{ فالْتَقَى المَاءُ على أمْرٍ قَدْ قُدرْ } يقول تعالى ذكره: فالتقى ماء السماء وماء الأرض على أمر قد قدره الله وقضاه، كما:

حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { فالْتَقَى المَاءُ على أمْرٍ قَدْ قُدِرْ } قال: ماء السماء وماء الأرض. وإنما قيل: فالتقى الماء على أمر قد قدر، والالتقاء لا يكون من واحد، وإنما يكون من اثنين فصاعداً، لأن الماء قد يكون جمعاً وواحداً، وأريد به في هذا الموضع: مياه السماء ومياه الأرض، فخرج بلفظ الواحد ومعناه الجمع. وقيل: التقى الماء على أمر قد قُدر، لأن ذلك كان أمراً قد قضاه الله في اللوح المحفوظ. كما:

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب قال: كانت الأقوات قبل الأجساد، وكان القدر قبل البلاء، وتلا { فالْتَقَى المَاءُ على أمْرٍ قَدْ قُدِرَ }.