يقول تعالى ذكره: ولقد صُبِّحَ قَوْمُ لوط بُكْرةً ذكر أن ذلك كان عند طلوع الفجر.
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { بُكْرَةً } قال: عند طلوع الفجر.
وقوله: { عَذَاب } وذلك قلب الأرض بهم، وتصيير أعلاها أسفلها بهم، ثم إتباعهم بحجارة من سجيل منضود. كما:
حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { وَلَقَدْ صَبَّحَهمْ بكْرَةً عَذَابٌ } قال: حجارة رموا بها.
وقوله: { مُسْتَقِرّ } يقول: استقرّ ذلك العذاب فيهم إلى يوم القيامة حتى يوافوا عذاب الله الأكبر في جهنم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة { وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذَابٌ مُسْتَقِرّ } يقول: صبحهم عذاب مستقرّ، استقرّ بهم إلى نار جهنم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً... } الآية، قال: ثم صبحهم بعد هذا، يعني بعد أن طمس الله أعينهم، فهم من ذلك العذاب إلى يوم القيامة، قال: وكلّ قومه كانوا كذلك، ألا تسمع قوله حين يقول:
{ { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشيدٌ } }. حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا مهران، عن سفيان { مُسْتَقِرّ } استقرّ. وقوله:
{ { فَذُوقُوا عَذَابِي ونُذُرِ } يقول تعالى ذكره لهم: فذوقوا معشر قوم لوط عذابي الذي أحللته بكم، بكفركم بالله وتكذيبكم رسوله، وإنذاري بكم الأمم سواكم بما أنزلته بكم من العقاب. وقوله:
{ { وَلَقَدْ يَسَّرْنا القُرْآنَ للذّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ } يقول تعالى ذكره: ولقد سهَّلنا القرآن للذكر لمن أراد التذكر به فهل من متعظ ومعتبر به فينزجر به عما نهاه الله عنه إلى ما أمره به وأذن له فيه.