يقول تعالى ذكره: اعلموا أيها الناس أن متاع الحياة الدنيا المعجلة لكم، ما هي إلا لعب ولهو تتفكَّهون به، وزينة تتزيَّنون بها، وتفاخر بينكم، يفخر بعضكم على بعض بما أولى فيها من رياشها { وَتكاثُرٌ في الأمْوَالِ والأوْلادِ } يقول تعالى ذكره: ويباهي بعضكم بعضاً بكثرةِ الأموال والأولاد { كَمَثَلِ غَيْثٍ أعْجَبَ الكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ } يقول تعالى ذكره: ثم ييبس ذلك النبات { فَتَراهُ مُصْفَرّاً } بعد أن كان أخضرَ نضِراً.
وقوله: { ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً } يقول تعالى ذكره: ثم يكون ذلك النبات حطاماً، يعني به أنه يكون نبتاً يابساً متهشماً { وفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ } يقول تعالى ذكره: وفي الآخرة عذاب شديد للكفار { وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٌ } لأهل الإيمان بالله ورسوله. كما:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: { اعْلَمُوا أنَّمَا الْحَياةُ الدُّنيْا لَعِبٌ ولَهْوٌ... } الآية، يقول: صار الناس إلى هذين الحرفين في الآخرة.
وكان بعض أهل العربية يقول في قوله: { وفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٌ } ذكر ما في الدنيا، وأنه على ما وصف، وأما الآخرة فإنها إما عذاب، وإما جنة. قال: والواو فيه وأو بمنزلة واحدة.
وقوله: { وَما الْحَياةُ الدُّنيْا إلاَّ مَتاعُ الغُرُورِ } يقول تعالى ذكره: وما زينة الحياة الدنيا المعجلة لكم أيها الناس، إلا متاع الغرور.
حدثنا عليّ بن حرب الموصلي، قال: ثنا المحاربيّ: عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم:
"مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيا وَما فيها" .