التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنَّ ٱلْمَوْتَ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٨
-الجمعة

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { قُلْ } يا محمد لليهود { إنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ } فتكرهونه، وتأبون أن تتمنوه { فإنَّهُ مُلاقِيكُمْ } ونازل بكم { ثُمَّ تَرُدُّونَ إلى عالمِ الغَيْبِ والشَّهادَةِ } ثم يردّكم ربكم من بعد مماتكم إلى عالم الغيب والشهادة، عالم غيب السموات والأرض والشهادة: يعني وما شهد فظهر لرأي العين، ولم يغب عن أبصار الناظرين.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، قال: تلا قتادة: { ثُمَّ تُرَدُّونَ إلى عالمِ الغَيْبِ والشَّهادَةِ } فقال: إن الله أذلّ ابن آدم بالموت لا أعلمه إلا رفعه.

{ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } يقول: فيخبركم حينئذ ما كنتم في الدنيا تعملون من الأعمال، سيئها وحسنها، لأنه محيط بجميعها، ثم يجازيكم على ذلك المحسن بإحسانه، والمسيء بما هو أهله.