التفاسير

< >
عرض

مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
١١
-التغابن

جامع البيان في تفسير القرآن

يقول تعالى ذكره: لم يصب أحداً من الخلق مصيبة إلا بإذن الله، يقول: إلا بقضاء الله وتقديره ذلك عليه { وَمَنْ يُؤْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } يقول: ومن يصدّق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك يهد قلبه: يقول: يوفِّق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس قوله: { وَمَنْ يؤْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } يعني: يهد قلبه لليقين، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.

حدثني نصر بن عبد الرحمن الوشاء الأوديّ، قال: ثنا أحمد بن بشير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان قال: كنا عند علقمة، فقرىء عنده هذه الآية: { وَمَنْ يؤْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } فسُئل عن ذلك فقال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيسلم ذلك ويرضى.

حدثني عيسى بن عثمان الرملي، قال: ثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: كنت عند علقمة وهو يعرض المصاحف، فمرّ بهذه الآية: { ما أصَابَ مِنْ مُصَيبَةٍ إلا بإذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلبَهُ } قال: هو الرجل... ثم ذكر نحوه.

حدثنا ابن بشار، قال: ثنا أبو عامر، قال: ثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة، في قوله: { ما أصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إلا بإذْنِ اللَّهِ، وَمَنْ يُوءْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبُهُ } قال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضَى.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني ابن مهدي، عن الثوري، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن علقمة مثله غير أنه قال في حديثه: فيعلم أنها من قضاء الله، فيرضى بها ويسلم.

وقوله: { وَاللَّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَليمٌ } يقول: والله بكلّ شيء ذو علم بما كان ويكون وما هو كائن من قبل أن يكون.