التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نكِيرِ
١٨
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ
١٩
-الملك

جامع البيان في تفسير القرآن

.

يقول تعالى ذكره: ولقد كذّب الذين من قبل هؤلاء المشركين من قريش من الأمم الخالية رسلهم. { فَكَيْفَ كانَ نَكيرِ } يقول: فكيف كان نكيرى تكذيبهم إياهم { أو لَمْ يَرَوْا إلى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ } يقول: أو لم ير هؤلاء المشركون إلى الطير فوقهم صافات أجنحتهنّ { ويَقْبِضْنَ } يقول: ويقبضن أجنحتهنّ أحياناً. وإنما عُنِي بذلك أنها تَصُفُّ أجنحتها أحياناً، وتقبض أحياناً. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، في قوله: { صَافَّاتٍ } قال: الطير يصفّ جناحه كما رأيت، ثم يقبضه.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { صَافَّاتٍ ويَقْبِضْنَ } بسطهنّ أجنحتهنّ وقبضهنّ.

وقوله: { ما يُمْسِكُهُنَّ إلاَّ الرَّحْمَنُ } يقول: ما يمسك الطير الصافات فوقكم إلا الرحمن يقول: فلهم بذلك مذكر إن ذكروا، ومعتبر إن اعتبروا، يعلمون به أن ربهم واحد لا شريك له { إنَّهُ بِكُلّ شَيْء بَصِيرٌ } يقول: إن الله بكل شيء ذو بصر وخبرة، لا يدخل تدبيره خلل، ولا يرى في خلقه تفاوت.