. يقول تعالى ذكره: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ} يعني أقبالهم حافظون عن كلّ ما حرّم الله عليهم وضعها فيه {إلاَّ} أنهم غير ملومين في ترك حفظها {على أزْوَاجِهِم أوْ ما مَلَكَتْ أيمَانُهُمْ} من إمائهم. وقيل: {لِفُرُوجِهمْ حافِظُونَ إلاَّ على أزْوَاجِهِمْ} ولم يتقدم ذلك جحد لدلالة قوله: {فإنَّهُمْ غَيرُ مَلُومِينَ} على أن في الكلام معنى جحد، وذلك كقول القائل: اعمل ما بدا لك إلا على ارتكاب المعصية، فإنك معاقب عليه، ومعناه: اعمل ما بدا لك إلا أنك معاقب على ارتكاب المعصية.
وقوله: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلكَ فأُولَئِكَ هُمُ العادُونَ} فمن التمس لفرجه منكحاً سوى زوجته، أو ملك يمينه، ففاعلو ذلك هم العادون، الذي عدوا ما أحلّ الله لهم إلى ما حرّم عليهم فهم الملومون.