التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَرْسَلْنَآ إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَآ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ رَسُولاً
١٥
فَعَصَىٰ فِرْعَوْنُ ٱلرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً
١٦
-المزمل

جامع البيان في تفسير القرآن

.

يقول تعالى ذكره: { إنا أرْسَلْنا إلَيْكُمْ } أيها الناس { رَسُولاً شاهِداً عَلَيْكُمْ } بإجابة من أجاب منكم دعوتي، وامتناع من امتنع منكم من الإجابة، يوم تلقوني في القيامة { كمَا أرْسَلْنا إلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً } يقول: مثل إرسالنا من قبلكم إلى فرعون مصر رسولاً بدعائه إلى الحقّ، { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ } الذي أرسلناه إليه { فأَخَذْناهُ أخْذاً وَبِيلاً } يقول: فأخذناه أخذاً شديداً، فأهلكناه ومن معه جميعاً وهو من قولهم: كلأٌ مستَوْبل، إذا كان لا يُستمرأ، وكذلك الطعام. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذكر من قال ذلك:

حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله: { أخْذاً وَبِيلاً } قال: شديداً.

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: { أخْذا وَبِيلاً } قال: شديداً.

حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { فأخَذْناهُ أخْذا وَبِيلاً } أي شديداً.

حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة { أخْذا وَبِيلاً } قال: شديداً.

حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: { فأخَذْناهُ أخْذاً وَبِيلاً } قال: الوبيل: الشرّ والعرب تقول لمن تتابع عليه الشرّ: لقد أوبل عليه، وتقول: أوبلت على شرّك قال: ولم يرض الله بأن غُرِّق وعُذّب حتى أقرّ في عذاب مستقرّ حتى يُبعث إلى النار يوم القيامة، يريد فرعون.