. يقول تعالى ذكره: ليس الأمر أيُّها الكافرون كما تقولون، من أنكم على الحقّ في عبادتكم غير الله، ولكنكم تكذّبون بالثواب والعقاب والجزاء والحساب. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله {بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} قال: بالحساب.
حدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعاً عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ} قال: بيوم الحساب.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قوله: {بَلْ تُكَذِّبُونَ بالدِّينِ} قال: يوم شدّة، يوم يدين الله العباد بأعمالهم.
وقوله: {وَإنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ} يقول: وإن عليكم رُقَباء حافظين يحفظون أعمالكم، ويُحْصونها عليكم {كِرَاماً كاتِبِينَ} يقول: كراما على الله كاتبين، يكتبون أعمالكم. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، قال: قال بعض أصحابنا، عن أيوب، في قوله: {وَإنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِرَاماً كاتِبِينَ} قال: يكتبون ما تقولون وما تَعْنُون.
وقوله: {يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ} يقول: يعلم هؤلاء الحافظون ما تفعلون من خير أو شرّ، يحصون ذلك عليكم.
وقوله: {إنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} يقول جلّ ثناؤه: إن الذين برّوا بأداء فرائض الله، واجتناب معاصيه لفي نعيم الجنان ينعمون فيها.