التفاسير

< >
عرض

فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ
١١٢
-هود

{ فَٱسْتَقِمْ كَمآ أُمِرْتَ } فاستقم استقامة مثل الاستقامة التي أمرت بها على جادّة الحق، غير عادل عنها { وَمَن تَابَ مَعَكَ } معطوف على المستتر في استقم. وإنما جاز العطف عليه ولم يؤكد بمنفصل لقيام الفاصل مقامه. والمعنى: فاستقم أنت وليستقم من تاب على الكفر وآمن معك { وَلاَ تَطْغَوْاْ } ولا تخرجوا عن حدود الله { إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } عالم فهو مجازيكم به، فاتقوه. وعن ابن عباس:

(529) ما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع القرآن آية كانت أشدّ ولا أشقّ عليه من هذه الآية. ولهذا قال: " شيبتني هود والواقعة وأخواتهما" .

(530) وروي أنّ أصحابه قالوا له: لقد أسرع فيك الشيب. فقال: "شيبتني هود" . وعن بعضهم: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت له: روي عنك أنك قلت: شيبتني هود. فقال: نعم. فقلت: ما الذي شيبك منها؟ أقصص الأنبياء وهلاك الأمم؟ قال: لا، ولكن قوله: { فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ }. وعن جعفر الصادق رضي الله عنه { فَٱسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } قال: افتقرْ إلى الله بصحة العزم.