التفاسير

< >
عرض

وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ
٢٦
-إبراهيم

{ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ } كمثل شجرة خبيثة، أي: صفتها كصفتها. وقرىء: «ومثل كلمة» بالنصب، عطفاً على كلمة طيبة، والكلمة الخبيثة: كلمة الشرك. وقيل: كل كلمة قبيحة. وأمّا الشجرة الخبيثة فكل شجرة لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل والكشوث ونحو ذلك. وقوله: { ٱجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ ٱلأَرْضِ } في مقابلة قوله: { { أَصْلُهَا ثَابِتٌ } [إبراهيم: 24] ومعنى { ٱجْتُثَّتْ } استؤصلت، وحقيقة الاجتثاث أخذ الجثة كلها { مَا لَهَا مِن قَرَارٍ } أي استقرار. يقال: قرّ الشيء قراراً، كقولك: ثبت ثباتاً شبه بها القول الذي لم يعضد بحجة، فهو داحض غير ثابت والذي لا يبقى إنما يضمحل عن قريب لبطلانه، من قولهم: الباطل لجلج. وعن قتادة أنه قيل لبعض العلماء: ما تقول في كلمة خبيثة؟ فقال: ما أعلم لها في الأرض مستقراً، ولا في السماء مصعداً، إلا أن تلزم عنق صاحبها حتى يوافي بها القيامة.