التفاسير

< >
عرض

وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ
٦
-النحل

منّ اللَّه بالتجمل بها كما منّ بالانتفاع بها، لأنه من أغراض أصحاب المواشي، بل هو من معاظمها؛ لأنّ الرعيان إذا روّحوها بالعشي وسرحوها بالغداة - فزينت بإراحتها وتسريحها الأفنية وتجاوب فيها الثغاء والرغاء - أنست أهلها وفرحت أربابها، وأجلتهم في عيون الناظرين إليها، وكسبتهم الجاه والحرمة عند الناس. ونحوه { لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } [النحل: 8]، { { يُواري سَوآتِكُمْ وَرِيشًا } [الأعراف: 26]. فإن قلت: لم قدّمت الإراحة على التسريح؟ قلت: لأنّ الجمال في الإراحة أظهر، إذا أقبلت ملأى البطون حافلة الضروع، ثم أوت إلى الحظائر حاضرة لأهلها. وقرأ عكرمة: «حينا تريحون وحينا تسرحون» على أن { تُرِيحُونَ وتسرحون } وصف للحين. والمعنى: تريحون فيه وتسرحون فيه، كقوله تعالى: { وَٱخْشَوْاْ يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ } [لقمان: 33].