{ وَأَنتُمْ ظَـٰلِمُونَ } يجوز أن يكون حالاً، أي عبدتم العجل وأنتم واضعون العبادة غير موضعها، وأن يكون اعتراضاً بمعنى: وأنتم قوم عادتكم الظلم. وكرّر رفع الطور لما نيط به من زيادة ليست مع الأول مع ما فيه من التوكيد { وَٱسْمَعُواْ } ما أمرتم به في التوراة { قَالُواْ سَمِعْنَا } قولك { وَعَصَيْنَا } أمرك. فإن قلت: كيف طابق قوله جوابهم؟ قلت: طابقه من حيث إنه قال لهم: { اسمعوا } وليكن سماعكم سماع تقبل وطاعة، فقالوا: { سَمِعْنَا } ولكن لا سماع طاعة { وَأُشْرِبُواْ فِى قُلُوبِهِمُ ٱلْعِجْلَ } أي تداخلهم حبه والحرص على عبادته كما يتداخل الثوب الصبيغ. وقوله: { فِى قُلُوبِهِمْ } بيان لمكان الإشراب كقوله:
{ { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً } [النساء: 10]. { بِكُفْرِهِمْ } بسبب كفرهم { بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَـٰنُكُمْ } بالتوراة، لأنه ليس في التوراة عبادة العجاجيل. وإضافة الأمر إلى إيمانهم تهكم، كما قال قوم شعيب { أصلاتكَ تَأْمُرُكَ } [هود: 87] وكذلك إضافة الإيمان إليهم وقوله: { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } تشكيك في إيمانهم وقدح في صحة دعواهم له.