{ فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً } فاجعل لهم، من قولهم: ضرب له في ماله سهما. وضرب اللبن: عمله. اليبس: مصدر وصف به. يقال: يبس يبساً ويبساً ونحوهما: العدم والعدم. ومن ثم وصف به المؤنث فقيل: شاتنا يبس،: وناقتنا يبس: إذا جف لبنها. وقرىء: «يبساً» و«يابساً» ولا يخلو اليبس من أن يكون مخففاً عن اليبس. أو صفة على فعلٍ. أو جمع يابس، كصاحب وصحب، وصف به الواحد تأكيداً، كقوله:
...... وَمِعى جياعاً
جعله لفرط جوعه كجماعة جياع { لاَ تَخَافَآ } حال من الضمير في (فاضرب) وقرىء «لا تخف» على الجواب. وقرأ أبو حيوة «دَرْكاً» بالسكون. والدرك والدرك: اسمان من الإدراك، أي: لا يدركك فرعون وجنوده ولا يلحقونك. في { وَلاَ تَخْشَىٰ } إذا قرىء: «لا تخف» ثلاثة أوجه: أن يستأنف، كأنه قيل وأنت لا تخشى، أي: ومن شأنك أنك آمن لا تخشى، وأن لا تكون الألف المنقلبة عن الياء هي لام الفعل ولكن زائدة للإطلاق من أجل الفاصلة، كقوله: { { فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } [الأحزاب:67]، { وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَاْ } [الأحزاب: 10] وأن يكون مثله قوله:كَأَنْ لَمْ تَرَى قَبْلِي أسيراً يَمَا نِيَا
{ مَا غَشِيَهُمْ } من باب الاختصار. ومن جوامع الكلم التي تستقل مع قلتها بالمعاني الكثيرة، أي: غشيهم ما لا يعلم كنهه إلا الله. وقرىء: «فغشاهم من اليم ما غشاهم» والتغشية: التغطية. وفاعل غشاهم: إما الله سبحانه. أو ما غشاهم. أو فرعون؛ لأنه الذي ورّط جنوده وتسبب لهلاكهم. وقوله: { وَمَا هَدَىٰ } تهكم به في قوله: { { وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ } [غافر: 29].