{ يُحَلَّوْنَ } عن ابن عباس: من حِلَيت المرأَةُ فهي حال { وَلُؤْلُؤاً } بالنصب على: ويؤتون لؤلؤاً، كقوله: وحوراً عيناً. ولؤلؤاً بقلب الهمزة الثانية واواً. ولولياً؛ بقلبهما واوين، ثم بقلب الثانية ياء كأدل. ولول كأدل فيمن جرّ. ولولؤ، وليلياً، بقلبهما ياءين، عن ابن عباس: وهداهم الله وألهمهم أن يقولوا الحمد لله الذي صدقنا وعده، وهداهم إلى طريق الجنة. يقال: فلان يحسن إلى الفقراء وينعش المضطهدين، لا يراد حال ولا استقبال، وإنما يراد استمرار وجود الإحسان منه والنعشة في جميع أزمنته وأوقاته. ومنه قوله تعالى: { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي الصدود منهم مستمرّ دائم { لِلنَّاسِ } أي الذين يقع عليهم اسم الناس من غير فرق بين حاضر وباد وتانيء وطاريء ومكي وآفاقي. وقد استشهد به أصحاب أبي حنيفة قائلين: إنّ المراد بالمسجد الحرام: مكة، على امتناع جواز بيع دور مكة وإجارتها. وعند الشافعي: لا يمتنع ذلك. وقد حاور إسحاق بن راهويه فاحتجّ بقوله:
{ { ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِم } [الحج: 40]، [الحشر: 8] وقال: أنسب الديار إلى مالكيها، أو غير مالكيها؟ واشترى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه دار السجن من مالكيه أو غير مالكيه؟ { سَوَآء } بالنصب: قراءة حفص. والباقون على الرفع. ووجه النصب أنه ثاني مفعولي جعلناه، أَي: جعلناه مستوياً { ٱلْعَـٰكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ } وفي القراءة بالرفع. الجملة مفعول ثان. الإلحاد: العدول عن القصد، وأصله إلحاد الحافر. وقوله: { بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ } حالان مترادفتان. ومفعول { يُرِدْ } متروك ليتناول كل متناول، كأنه قال: ومن يرد فيه مراداً ما عادلاً عن القصد ظالماً { نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } يعني أَنّ الواجب على من كان فيه أن يضبط نفسه ويسلك طريق السداد والعدل في جميع ما يهمّ به ويقصده. وقيل: الإلحاد في الحرم: منع الناس عن عمارته. وعن سعيد بن جبير: الاحتكار. وعن عطاء: قول الرجل في المبايعة: «لا والله، وبلى والله، وعن عبد الله بن عمر [و] أنه كان له فسطاطان، أحدهما: في الحل، والآخر في الحرم، فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل، فقيل له، فقال: كنا نحدث أن من الإلحاد فيه أن يقول الرجل: لا والله وبلى والله». وقرىء: «يرد» بفتح الياء من الورود، ومعناه من أتى فيه بإلحاد ظالماً. وعن الحسن: ومن يرد إلحاده بظلم. أراد: إلحاداً فيه، فأضافه على الاتساع في الظرف، كمكر الليل: ومعناه من يرد أن يلحد فيه ظالماً. وخبر إن محذوف لدلالة جواب الشرط عليه، تقديره: إن الذين كفروا ويصدون عن المسجد الحرام نذيقهم من عذاب أليم؛ وكل من ارتكب فيه ذنباً فهو كذلك. عن ابن مسعود: الهمة في الحرم تكتب ذنباً.