{ غَلَبَتْ عَلَيْنَا } ملكتنا، من قولك: غلبني فلان على كذا، إذا أخذه منك وامتلكه. والشقاوة سوء العاقبة التي علم الله أنهم يستحقونها بسوء أعمالهم. قرىء: { شِقْوَتُنَا } وشقاوتنا بفتح الشين وكسرها فيهما { ٱخْسَئُواْ فِيهَا } ذلوا فيها وانزجروا كما تنزجر الكلاب إذا زجرت. يقال: خسأ الكلب وخسأ بنفسه. { وَلاَ تُكَلّمُونِ } في رفع العذاب، فإنه لا يرفع ولا يخفف. قيل: هو آخر كلام يتكلمون به، ثم لا كلام بعد ذلك إلا الشهيق والزفير والعواء كعواء الكلاب لا يفهمون ولا يُفهمون. وعن ابن عباس: إنّ لهم ست دعوات: إذا دخلوا النار قالوا: ألف سنة:
{ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } [السجدة: 12] فيجابون: { { حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنْى } [السجدة: 12]، فينادُون ألفاً { رَبَّنَا أَمَتَّنَا ٱثْنَتَيْنِ } [غافر: 11]، فيجابون: { ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِىَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ كَـفَرْتُمْ } [غافر: 12]، فينادون ألفاً: { وَنَادَوْاْ يٰمَـٰلِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } [الزخرف: 77]، فيجابون: { إِنَّكُمْ مَّـٰكِثُونَ } [الزخرف: 77]: فينادون ألفاً: { رَبَّنَا أَخّرْنَا } [إبراهيم: 44]، فيجابون: { أَوَ لَمْ تَكُونُواْ }، فينادون ألفاً: { رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَـٰلِحاً } [فاطر: 37]، فيجابون: { أَوَ لَمْ نُعَمّرْكُمْ } [فاطر: 37]، فينادون: { { رَبّ ٱرْجِعُونِ } [المؤمنون: 99]، فيجابون: { ٱخْسَئُواْ فِيهَا } [المؤمنون: 108].