فإن قلت: ذكر مقال قوم هود في جوابه في سورة الأعراف وسورة هود بغير واو:
{ قَالَ ٱلْمَلا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ } [الأعراف: 66]، { قَالُواْ يا هُودٍ مَا جِئْتَنَا بِبَيّنَةٍ } [هود: 53] وههنا مع الواو، فأي فرق بينهما؟ قلت: الذي بغير واو على تقدير سؤال سائل قال: فما قال قومه؟ فقيل له: قالوا كيت وكيت. وأما الذي مع الواو، فعطف لما قالوه على ما قاله. ومعناه: أنه اجتمع في الحصول هذا الحق وهذا الباطل، وشتان بينهما { بِلِقَاء ٱلأَخِرَةِ } بلقاء ما فيها من الحساب والثواب والعقاب، كقولك: يا حبذا جوار مكة: أي جوار الله في مكة. حذف الضمير، والمعنى: من مشروبكم، أو حذف منه لدلالة ما قبله عليه { إِذاً } واقع في جزاء الشرط وجواب للذين قاولوهم من قومهم، أي: تخسرون عقولكم وتغبنون في آرائكم.