التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً
٦٨
يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً
٦٩
إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
٧٠
-الفرقان

{ حَرَّمَ ٱللَّهُ } أي حرّمها. والمعنى: حرّم قتلها. و { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } متعلق بهذا القتل المحذوف. أوبـ «لا يقتلون»، ونفي هذه المقبحات العظام على الموصوفين بتلك الخلال العظيمة في الدين، للتعريض بما كان عليه أعداء المؤمنين من قريش وغيرهم، كأنه قيل: والذين برأهم الله وطهرهم مما أنتم عليه. والقتل بغير الحق: يدخل فيه الوأد وغيره. وعن ابن مسعود رضي الله عنه:

(780) قلت: يا رسول الله، أيّ الذنب أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندّاً هو خلقك" قلت: ثم أيّ؟ قال: "أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك" قلت: ثم أي؟ وقال: "أن تزاني حليلة جارك" فأنزل الله تصديقه. وقرىء: «يلق فيه أثاماً». وقرىء: «يلقى» بإثبات الألف، وقد مرّ مثله. والآثام: جزاء الإثم، بوزن الوبال والنكال ومعناهما، قال:

جَزَي اللَّهُ ابْنَ عُرْوَةَ حَيْثُ أَمْسَى عَقُوقاً وَالْعُقُوقُ لهُ أثَامُ

وقيل هو الإثم. ومعناه: يلق جزاء أثام. وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: «أياماً»، أي شدائد. يقال: يوم ذو أيام: لليوم العصيب. { يُضَـٰعَفُ } بدل من يلق؛ لأنهما في معنى واحد. كقوله:

مَتَى تَأْتِنَا تُلَمِم بِنَا فِي دِيَارِنَا تَجِدْ حَطَباً جَزْلاً وَنَاراً تَأَجَّجَا

وقرىء: «يضعف»، و «نضعف له العذاب»، بالنون ونصب العذاب. وقرىء بالرفع على الاستئناف أو على الحال، وكذلك { وَيَخْلُدْ } وقرىء: «ويخلد»، على البناء للمفعول مخففاً ومثقلاً، من الإخلاد والتخليد. وقرىء: «وتخلد»، بالتاء على الالتفات { يُبَدِّلُ } مخفف ومثقل، وكذلك سيئاتهم. فإن قلت: ما معنى مضاعفة العذاب وإبدال السيئات حسنات؟ قلت: إذا ارتكب المشرك معاصي مع الشرك عذب على الشرك وعلى المعاصي جميعاً، فتضاعف العقوبة لمضاعفة المعاقب عليه. وإبدال السيئات حسنات: أنه يمحوها بالتوبة، ويثبت مكانها الحسنات: الإيمان، والطاعة، والتقوى. وقيل: يبدّلهم بالشرك إيماناً. وبقتل المسلمين: قتل المشركين، وبالزنا: عفة وإحصاناً.