القوم: مؤنثة، وتصغيرها قويمة. ونظير قوله: { ٱلْمُرْسَلِينَ } والمراد نوح عليه السلام: قولك: فلان يركب الدواب ويلبس البرود، وماله إلا دابة وبرد. قيل: أخوهم؛ لأنه كان منهم، من قول العرب: يا أخا بني تميم، يريدون: يا واحداً منهم. ومنه بيت الحماسة:
لاَ يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حِينَ يَنْدُبُهُمْ في النَّائِبَاتِ عَلَى مَا قَالَ بُرْهَانَا
كان أميناً فيهم مشهوراً بالأمانة، كمحمد صلى الله عليه وسلم في قريش { وَأَطِيعُونِ } في نصحي لكم وفيما أدعوكم إليه من الحق { عَلَيْهِ } على هذا الأمر، وعلى ما أنا فيه، يعني: دعاءه ونصحه ومعنى: { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ }: فاتقوا الله في طاعتي، وكرره ليؤكده عليهم ويقرّره في نفوسهم، مع تعليق كل واحدة منهما بعلة، جعل علة الأوّل كونه أميناً فيما بينهم،وفي الثاني حسم طمعه عنهم.