التفاسير

< >
عرض

قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ
٦٩
وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ
٧٠
-النمل

لم تلحق علامة التأنيث بفعل العاقبة؛ لأنّ تأنيثها غير حقيقي؛ ولأنّ المعنى: كيف كان آخر أمرهم؟ وأراد بالمجرمين: الكافرين، وإنما عبر عن الكفر بلفظ الإجرام ليكون لطفاً للمسلمين في ترك الجرائم وتخوّف عاقبتها ألا ترى إلى قوله: { { فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ } [الشمس: 14] وقوله: { مِـّمَّا خَطِيئَـٰتِهِمْ أُغْرِقُواْ } [نوح: 25]. { وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ } لأنهم لم يتبعوك، ولم يُسلموا فيَسلموا وهم قومه قريش، كقوله تعالى: { { فَلَعَلَّكَ بَـٰخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ ءاثَـٰرِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً } [الكهف: 6]. { فِى ضَيْقٍ } في حرج صدر من مكرهم وكيدهم لك، ولا تبال بذلك فإن الله يعصمك من الناس. يقال: ضاق الشيء ضيقاً وضيقاً، بالفتح والكسر. وقد قرىء بهما والضيق أيضاً: تخفيف الضيق. قال الله تعالى: { { ضَيِّقاً حَرَجاً } [الأنعام: 125] قرىء مخففاً ومثقلاً ويجوز أن يراد في أمر ضيق من مكرهم.