{ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } بالخصلة التي هي أحسن: وهي مقابلة الخشونة باللين، والغضب بالكظم. والسورة بالأناة، كما قال:
{ { ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ } [المؤمنون: 96]، { إِلاَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } فأفرطوا في الاعتداء والعناد ولم يقبلوا النصح ولم ينفع فيهم الرفق. فاستعملوا معهم الغلظة، وقيل: إلا الذين آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم: وقيل إلا الذين أثبتوا الولد والشريك وقالوا: يد الله مغلولة. وقيل: معناه ولا تجادلوا الداخلين في الذمّة المؤدّين للجزية إلا بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا فنبذوا الذمّة ومنعوا الجزية، فإن أولئك مجادلتهم بالسيف. وعن قتادة: الآية منسوخة بقوله تعالى: { { قَـٰتِلُواْ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلاَ بِٱلْيَوْمِ ٱلاْخِرِ } [التوبة: 29] ولا مجادلة أشد من السيف: وقوله: { وَقُولُواْ ءامَنَّا بِٱلَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا } من جنس المجادلة بالتي هي أحسن. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: (830)
"ما حدّثكم أهل الكتاب فلا تصدّقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان باطلاً لم تصدّقوهم، وإن كان حقاً لم تكذبوهم" .