{ فَلَمَّا أَحَسَّ } فلما علم منهم { ٱلْكُفْرَ } علماً لا شبهة فيه كعلم ما يدرك بالحواس. و{ إِلَى ٱللَّهِ } من صلة أنصاري مضمناً معنى الإضافة، كأنه قيل: من الذين يضيفون أنفسهم إلى الله، ينصرونني كما ينصرني، أو يتعلق بمحذوف حالاً من الياء، أي من أنصاري، ذاهباً إلى الله ملتجئاً إليه { نَحْنُ أَنْصَارُ ٱللَّهِ } أي أنصار دينه ورسوله. وحواريّ الرجل: صفوته وخالصته. ومنه قيل: للحضريات الحواريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن قال:
فَقُلْ لِلَحوَارِيَّاتِ يَبْكِينَ غَيْرَنَا وَلاَ تَبْكِنَا إلاّ الْكِلاَبُ النَّوابِحُ
وفي وزنه الحوالي، وهو الكثير الحيلة. وإنما طلبوا شهادته بإسلامهم تأكيداً لإيمانهم، لأنّ الرسل يشهدون يوم القيامة لقومهم وعليهم { مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ } مع الأنبياء الذين يشهدون لأممهم أو مع الذين يشهدون بالوحدانية. وقيل: مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنهم شهداء على الناس { وَمَكَرُواْ } الواو لكفار بني إسرائيل الذين أحس منهم الكفر، ومكرهم أنهم وكلوا به من يقتله غيلة { وَمَكَرَ ٱللَّهُ } أن رفع عيسى إلى السماء وألقى شبهه على من أراد اغتياله حتى قتل { وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلْمَـٰكِرِينَ } أقواهم مكراً وأنفذهم كيداً وأقدرهم على العقاب من حيث لا يشعر المعاقب.