في { يُرِيكُمْ } وجهان: إضماران، وإنزال الفعل منزلة المصدر، وبهما فسر المثل: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. وقول القائل:
وَقَالُوا مَا تَشَاءُ فَقُلْتُ أَلْهُو إِلَى الإِصبَاحِ آثَرَ ذِي أَثِيرِ
{ خَوْفًا } من الصاعقة أو من الإخلاف { وَطَمَعًا } في الغيث. وقيل: خوفاً للمسافر، وطمعاً للحاضر، وهما منصوبان على المفعول له. فإن قلت: من حق المفعول له أن يكون فعلاً لفاعل الفعل المعلل؛ والخوف والطمع ليسا كذلك. قلت: فيه وجهان، أحدهما: أن المفعولين فاعلون في المعنى، لأنهم راءون، فكأنه قيل: يجعلكم رائين البرق خوفاً وطمعاً. والثاني: أن يكون على تقدير حذف المضاف، أي: إرادة خوف وإرادة طمع، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. ويجوز أن يكون حالين؛ أي: خائفين وطامعين. وقرىء «ينزل» بالتشديد.