التفاسير

< >
عرض

يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
١٦
-لقمان

قرىء { مِثْقَالَ حَبَّةٍ } بالنصب والرفع، فمن نصب كان الضمير للهنة من الإساءة أو الإحسان، أي: إن كانت مثلاً في الصغر والقماءة كحبة الخردل، فكانت مع صغرها في أخفى موضع وأحرزه كجوف الصخرة أو حيث كانت في العالم العلوي أو السفلي { يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ } يوم القيامة فيحاسب بها عاملها { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ } يتوصل علمه إلى كل خفي { خَبِيرٌ } عالم بكنهه. وعن قتادة: لطيف باستخراجها، خبير بمستقرّها. ومن قرأ بالرفع: كان ضمير القصة، وإنما أنث المثقال لإضافته إلى الحبة، كما قال:

كَمَا شَرِقَتْ صَدْرُ الْقَنَاةِ مِنَ الدَّمِ

وروي أنّ ابن لقمان قال له: أرأيت الحبة تكون في مقل البحر - أي: في مغاصه - يعلمها الله؟ فقال: إنّ الله يعلم أصغر الأشياء في أخفى الأمكنة: لأنّ الحبة في الصخرة أخفى منها في الماء. وقيل: الصخرة هي التي تحت الأرض، وهي السجين يكتب فيها أعمال الكفار. وقرىء: «فتكن» بكسر الكاف. من وكن الطائر يكن: إذا استقر في وكنته، وهي مقره ليلاً.