يروى:
(887) أنّ أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قلن: يا رسولَ اللَّهِ، ذكر اللَّهُ [تعالى] الرجالَ في القرآنِ بخيرٍ، أفما فينا خير نذكر بهِ؟ إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة. وقيل: السائلة أم سلمة.
وروي:
(888) أنه لما نزل في نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما نزل، قال نساء المسلمين: فما نزل فينا شيء؟ فنزلت، والمسلم: الداخل في السلم بعد الحرب، المنقاد الذي لا يعاند، أو المفوّض أمره إلى الله [تعالى] المتوكل عليه من أسلم وجهه إلى الله. والمؤمن: المصدق بالله ورسوله وبما يجب أن يصدق به. والقانت: القائم بالطاعة الدائم عليها. والصادق: الذي يصدق في نيته وقوله وعمله. والصابر: الذي يصبر على الطاعات وعن المعاصي. والخاشع: المتواضع لله بقلبه وجوارحه. وقيل: الذي إذا صلّى لم يعرف من عن يمينه وشماله. والمتصدق: الذي يزكي ماله ولا يخل بالنوافل. وقيل: من تصدّق في أسبوع بدرهم فهو من المتصدّقين. ومن صام البيض من كل شهر فهو من الصائمين. والذاكر لله كثيراً: من لا يكاد يخلو من ذكر الله بقلبه أو لسانه أو بهما. وقراءة القرآن والاشتغال بالعلم من الذكر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(889)
"من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته فصليا جميعاً ركعتين كتبا في الذاكرين لله كثيراً والذاكرات" والمعنى: والحافظاتها والذاكراته، فحذف؛ لأنّ الظاهر يدلّ عليه. فإن قلت: أي فرق بين العطفين، أعني عطف الإناث على الذكور وعطف الزوجين على الزوجين؟ قلت: العطف الأوّل نحو قوله تعالى: { ثَيِّبَـٰتٍ وَأَبْكَاراً } [التحريم: 5] في أنهما جنسان مختلفان، إذا اشتركا في حكم لم يكن بدّ من توسيط العاطف بينهما. وأما العطف الثاني فمن عطف الصفة على الصفة بحرف الجمع، فكأن معناه: إنّ الجامعين والجامعات لهذه الطاعات { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم }.