التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ رَبُّكُـمُ ٱدْعُونِيۤ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ
٦٠
-غافر

{ ٱدْعُونِى } اعبدوني، والدعاء بمعنى العبادة كثير في القرآن، ويدلّ عليه قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى } والاستجابة: الإثابة؛ وفي تفسير مجاهد: اعبدوني أثبكم. وعن الحسن - وقد سئل عنها -: اعملوا وأبشروا، فإنه حق على الله أن يستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله. وعن الثوري أنه قيل له: ادع الله، فقال: إن ترك الذنوب هو الدعاء. وفي الحديث:

(982) "إذا شغل عبدي طاعتي عن الدعاء، أعطيته أفضل ما أعطي السائلين" وروى النعمان بن بشير رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدعاء هو العبادة" وقرأ هذه الآية. ويجوز أن يريد الدعاء والاستجابة على ظاهرهما، ويريد بعبادتي: دعائي، لأن الدعاء باب من العبادة ومن أفضل أبوابها، يصدقه قول ابن عباس رضي الله عنهما: أفضل العبادة الدعاء. وعن كعب: أعطى الله هذه الأمة ثلاث خلال لم يعطهن إلاّ نبياً مرسلاً: كان يقول لكل نبيّ أنت شاهدي على خلقي وقال لهذه الأمة: { لّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى ٱلنَّاسِ } [البقرة: 143]؛ وكان يقول: ما عليك من حرج، وقال لنا: { مَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مّنْ حَرَجٍ } [المائدة: 6] وكان يقول: أدعني أستجب لك؛ وقال لنا: { ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ }. وعن ابن عباس: وحدوني أغفر لكم، وهذا تفسير للدعاء بالعبادة، ثم للعبادة بالتوحيد { دٰخِرِينَ } صاغرين.