{ ثُمَّ } لتراخي الاستقامة عن الإقرار في المرتبة. وفضلها عليه: لأنّ الاستقامة لها الشأن كله. ونحوه قوله تعالى:
{ { إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ } [الحجرات: 15] والمعنى: ثم ثبتوا على الإقرار ومقتضياته. وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: استقاموا فعلاً كما استقاموا قولاً. وعنه: أنه تلاها ثم قال: ما تقولون فيها؟ قالوا: لم يذنبوا. قال حملتم الأمر على أشدّه. قالوا: فما تقول؟ قال: لم يرجعوا إلى عبادة الأوثان. وعن عمر رضي الله عنه: استقاموا على الطريقة لم يروغوا روغان الثعالب. وعن عثمان رضي الله عنه: أخلصوا العمل. وعن علي رضي الله عنه: أدّوا الفرائض. وقال سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه: (986) قلت: يا رسول الله، أخبرني بأمر أعتصم به. قال:
"قل ربّي الله، ثم استقم" قال فقلت: ما أخوف ما تخاف عليّ؟ فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه فقال: «هذا» { تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ ٱلْمَلَٰۤـئِكَةُ } عند الموت بالبشرى. وقيل: البشرى في ثلاثة مواطن: عند الموت، وفي القبر، وإذا قاموا من قبورهم { أَلاَّ تَخَافُواْ } أن بمعنى أي. أو مخففة من الثقيلة. وأصله: بأنه لا تخافوا، والهاء ضمير الشأن. وفي قراءة ابن مسعود رضي الله عنه: لا تخافوا، أي: يقولون: لا تخافوا؛ والخوف: غمّ يلحق لتوقع المكروه، والحزن: غم يلحق لوقوعه من فوات نافع أو حصول ضارّ. والمعنى: أنّ الله كتب لكم الأمن من كل غمّ، فلن تذوقوه أبداً. وقيل: لا تخافوا ما تقدمون عليه، ولا تحزنوا على ما خلفتم. كما أنّ الشياطين قرناء العصاة وإخوانهم، فكذلك الملائكة أولياء المتقين وأحباؤهم في الدارين { تَدْعُونَآ } تتمنون: والنزل: رزق التنزيل وهو الضيف، وانتصابه على الحال.