التفاسير

< >
عرض

وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً
٢١
-الفتح

{ وَأُخْرَىٰ } معطوفة على هذه، أي: فعجل لكم هذه المغانم ومغانم أخرى { لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا } وهي مغانم هوازن في غزوة حنين، وقال: لم تقدروا عليها لما كان فيها من الجوالة { قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا } أي قدر عليها واستولى وأظهركم عليها وغنمكموها. ويجوز في { أُخْرَىٰ } النصب بفعل مضمر، يفسره { قَدْ أَحَاطَ ٱللَّهُ بِهَا } تقديره: وقضى الله أخرى قد أحاط بها. وأما { لَمْ تَقْدِرُواْ عَلَيْهَا } فصفة لأخرى، والرفع على الابتداء لكونها موصوفة بلم تقدروا، وقد أحاط بها: خبر المبتدأ، والجرّ بإضمار رُبّ. فإن قلت: قوله تعالى: { { وَلِتَكُونَ ءايَةً لّلْمُؤْمِنِينَ } [الفتح: 20] كيف موقعه؟ قلت: هو كلام معترض. ومعناه: ولتكون الكفة آية للمؤمنين فعل ذلك. ويجوز أن يكون المعنى: وعدكم المغانم، فعجل هذه الغنيمة وكف الأعداء لينفعكم بها، ولتكون آية للمؤمنين إذا وجدوا وعد الله بها صادقاً، لأنّ صدق الإخبار عن الغيوب معجزة وآية، ويزيدكم بذلك هداية وإيقاناً.