التفاسير

< >
عرض

قُتِلَ ٱلْخَرَّاصُونَ
١٠
ٱلَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ
١١
يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدِّينِ
١٢
يَوْمَ هُمْ عَلَى ٱلنَّارِ يُفْتَنُونَ
١٣
ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ
١٤
-الذاريات

{ قُتِلَ ٱلْخَرَّٰصُونَ } دعاء عليهم، كقوله تعالى: { قُتِلَ ٱلإِنسَـٰنُ مَا أَكْفَرَهُ } [عبس: 17] وأصله الدعاء بالقتل والهلاك، ثم جرى مجرى: لعن وقبح. والخرّاصون: الكذابون المقدرون ما لا يصح، وهم أصحاب القول المختلف، واللام إشارة إليهم، كأنه قيل: قتل هؤلاء الخراصون. وقرىء: «قتل الخراصين» أي: قتل الله { فِى غَمْرَةٍ } في جهل يغمرهم { سَـاهُونَ } غافلون عما أمروا به { يَسْـئَلُونَ } فيقولون: «أيان يوم الدين» أي متى يوم الجزاء؟ وقرىء بكسر الهمزة وهي لغة. فإن قلت: كيف وقع أيان ظرفاً لليوم، وإنما تقع الأحيان ظروفاً للحدثان؟ قلت: معناه: أيان وقوع يوم الدين. فإن قلت: فيم انتصب اليوم الواقع في الجواب؟ قلت: بفعل مضمر دلّ عليه السؤال، أي: يقع يوم هم على النار يفتنون، ويجوز أن يكون مفتوحاً لإضافته إلى غير متمكن وهي الجملة. فإن قلت: فما محله مفتوحاً؟ قلت: يجوز أن يكون محله نصباً بالمضمر الذي هو يقع؛ ورفعا على هو يوم هم على النار يفتنون. وقرأ ابن أبي عبلة بالرفع { يُفْتَنُونَ } يحرقون ويعذبون. ومنه الفتين: وهي الحرّة؛ لأن حجارتها كأنها محرقة { ذُوقُواْ فِتْنَتَكُمْ } في محل الحال، أي: مقولاً لهم هذا القول { هَـٰذَا } مبتدأ، و{ ٱلَّذِى } خبره، أي: هذا العذاب هو الذي { كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } ويجوز أن يكون هذا بدلاً من فتنتكم؛ أي: ذوقوا هذا العذاب.