التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ
٥٢
أَتَوَاصَوْاْ بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ
٥٣
-الذاريات

{ كَذَٰلِكَ } الأمر، أي مثل ذلك، وذلك إشارة إلى تكذيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم وتسميته ساحراً ومجنوناً، ثم فسر ماأجمل بقوله { مَآ أَتَى } ولا يصح أن تكون الكاف منصوبة يأتي؛ لأنّ ما النافية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. ولو قيل: لم يأتىٰ، لكان صحيحاً، على معنى: مثل ذلك الإتيان لم يأت من قبلهم رسول إلا قالوا { أَتَوَاصَوْاْ بِهِ } الضمير للقول، يعنى: أتواصى الأوّلون والآخرون بهذا القول حتى قالوه جميعًا متفقين عليه { بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَـاغُونَ } أي لم يتواصوا به لأنهم لم يتلاقوا في زمان واحد، بل جمعتهم العلة الواحدة وهي الطغيان، والطغيان هو الحامل عليه.