{ فِى جَنَّـٰتٍ وَنَعِيمٍ } في آية جنات وأي نعيم، بمعنى الكمال في هذه الصفة. أو في جنات ونعيم مخصوصة بالمتقين خلقت لهم خاصة. وقرىء: «فاكهين فكهين وفاكهون»: من نصبه حالاً جعل الظرف مستقراً، ومن رفعه خبراً جعل الظرف لغواً، أي: متلذذين { بِمَا ءاتَـٰهُمْ رَبُّهُمْ }. فإن قلت: علام عطف قوله؟ { وَوَقَـٰهُمْ رَبُّهُمْ }؟ قلت: على قوله: { فِي جَنَّـٰتِ } أو على { ءَاتَٰهُمْ رَبُّهُمْ } على أن تجعل ما مصدرية؛ والمعنى: فاكهين بإيتائهم ربهم ووقايتهم عذاب الجحيم. ويجوز أن تكون الواو للحال وقد بعدها مضمرة. يقال لهم: { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ } أكلا وشرباً { هَنِيئَاً } أو طعاماً وشراباً هنيئاً، وهو الذي لا تنغيص فيه. ويجوز أن يكون مثله في قوله:
هَنِيئاً مَرِيئاً غَيْرَ دَاءٍ مُخَامِرٍ لِعَزَّةَ مِنْ أَعْرَاضِنَا مَا ٱسْتَحَلَّتِ
أعني: صفة استعملت استعمال المصدر القائم مقام الفعل مرتفعاً به ما استحلت كما يرتفع بالفعل،، كأنه قيل: هناء عزة المستحل من أعراضنا، وكذلك معنى { هَنِيئَاً } ههنا: هناءكم الأكل والشرب. أو هناءكم ما كنتم تعملون؛ أي: جزاء ما كنتم تعملون. والباء مزيدة كما في { كَفَىٰ بِٱللَّهِ } [الرعد: 43] والباء متعلقة بكلوا واشربوا إذا جعلت الفاعل الأكل والشرب. وقرىء: «بعيس عين».