{ أَكُفَّـٰرُكُمْ } يا أهل مكة { خَيْرٌ مّنْ أُوْلَـئِكُمْ } الكفار المعدودين: قوم نوح وهود وصالح ولوط وآل فرعون، أي أهم خير قوّة وآلة ومكانة في الدنيا. أو أقل كفراً وعناداً يعني: أنّ كفاركم مثل أولئك بل شر منهم { أَمْ } أنزلت عليكم يا أهل مكة { بَرَاءةٌ } في الكتب المتقدّمة. أنّ من كفر منكم وكذب الرسل كان آمناً من عذاب الله، فأمنتم بتلك البراءة { نَحْنُ جَمِيعٌ } جماعة أمرنا مجتمع { مُّنتَصِرٌ } ممتنع لا نرام ولا نضام. وعن أبي جهل أنه ضرب فرسه يوم بدر، فتقدَّم في الصف وقال: نحن ننتصر اليوم من محمد وأصحابه، فنزلت { سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ } عن عكرمة:
(1113) لما نزلت هذه الآية قال عمر: أي جمع يهزم، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في الدرع ويقول: «سيهزم الجمع» عرف تأولها { وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُرَ } أي الأدبار كما قال:
كُلُوا فِي بَعْضِ بَطْنِكُمُ تَعِفُّوا
وقرىء: «الأدبار» { أَدْهَىٰ } أشدّ وأفظع. والداهية: الأمر المنكر الذي لا يهتدي لدوائه { وَأَمَرُّ } من الهزيمة والقتل والأسر. وقرىء: «سنهزم الجمع».