{ يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ } كالترجمة لقوله: أيها الثقلان { إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ } أن تهربوا من قضائي وتخرجوا من ملكوتي ومن سمائي وأرضي، فافعلوا، ثم قال: لا تقدرون على النفوذ { إِلاَّ بِسُلْطَـٰنٍ } يعني بقوّة وقهر وغلبة، وأنى لكم ذلك، ونحوه:
{ وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ فِى ٱلسَّمَاء } [العنكبوت: 22] وروى: أنّ الملائكة عليهم السلام تنزل فتحيط بجميع الخلائق، فإذا رآهم الجن والإنس هربوا، فلا يأتون وجهاً إلا وجدوا الملائكة أحاطت به. قرىء: «شواظ ونحاس»، كلاهما بالضم والكسر؛ والشواظ: اللهب الخالص. والنحاس: الدخان؛ وأنشد:تُضِيءُ كَضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِيطِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحَاسَا
وقيل: الصفر المذاب يصب على رؤوسهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: إذا خرجوا من قبورهم ساقهم شواظ إلى المحشر. وقرىء: «ونحاس»، مرفوعاً عطفاً على شواظ. ومجروراً عطفاً على نار. وقرىء: «ونحس» جمع نحاس، وهو الدخان، نحو لحاف ولحف. وقرىء: «ونحس» أي: ونقتل بالعذاب. وقرىء: «نرسل عليكم شواظاً من نار ونحاساً» { فَلاَ تَنتَصِرَانِ } فلا تمتنعان.