الضمير في { يٰلَيْتَهَا } للموتة: يقول: يا ليت الموتة التي متها { كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ } أي القاطعة لأمري، فلم أبعث بعدها؛ ولم ألق ما ألقى. أو للحالة، أي: ليت هذه الحالة كانت الموتة التي قضت عليّ، لأنه رأى تلك الحالة أبشع وأمرّ مما ذاقه من مرارة الموت وشدته؛ فتمناه عندها { مَآ أَغْنَىٰ } نفي أو استفهام على وجه الإنكار، أي: أيّ شيء أغنى عني ما كان لي من اليسار { هَلَكَ عَنّى سُلْطَـٰنِيَهْ(29) } ملكي وتسلطي على الناس، وبقيت فقيراً ذليلاً. وعن ابن عباس: أنها نزلت في الأسود بن عبد الأشد. وعن فناخسرو الملقب بالعضد، أنه لما قال:
عَضُدُ الدَّوْلَةِ وَابْنُ رُكْنِهَا مَلِكُ الأمْلاَكِ غَلاَّبُ الْقَدَرْ
لم يفلح بعده وجنّ فكان لا ينطق لسانه إلا بهذه الآية. وقال ابن عباس: ضلت عني حجتي. ومعناه: بطلت حجتي التي كنت أحتج بها في الدنيا.