التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً
٢٧
نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً
٢٨
-الإنسان

{ إِنَّ هَـٰۤؤُلآءِ } الكفرة { يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } يؤثرونها على الآخرة، كقوله: { بَلْ تُؤْثِرُونَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا } [الأعلى: 16]، { وَرَآءَهُمْ } قدّامهم أو خلف ظهورهم لا يعبأون به { يَوْماً ثَقِيلاً } استعير الثقيل لشدّته وهولِه، من الشيء الثقيل الباهظ لحامله. ونحوه: { ثَقُلَتْ فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } [الأعراف: 187]، الأسر: الربط والتوثيق. ومنه: أسر الرجل إذا أوثق بالقدّ وهو الإسار. وفرس مأسور الخلق. وترس مأسور بالعقب. والمعنى: شددنا توصيل عظامهم بعضها ببعض، وتوثيق مفاصلهم بالأعصاب. ومثله قولهم: جارية معصوبة الخلق ومجدولته { وَإِذَا شِئْنَا } أهلكناهم و{ بَدَّلْنآ أَمْثَـٰلَهُمْ } في شدّة الأسر، يعني: النشأة الأخرى. وقيل: معناه: بدلنا غيرهم ممن يطيع. وحقه أن يجيء بإن، لا بإذا، كقوله: { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } [محمد: 38]، { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } [النساء: 133].