{ هَـٰذِهِ } إشارة إلى السورة أو إلى الآيات القريبة { فَمَن شَآءَ } فمن اختار الخير لنفسه وحسن العاقبة واتخاذ السبيل إلى الله عبارة عن التقرب إليه والتوسل بالطاعة { وَمَا يشاؤن } الطاعة { إِلاَّ أَن يَشآءَ ٱللَّهُ } بقسرهم عليها { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً } بأحوالهم وما يكون منهم { حَكِيماً } حيث خلقهم مع علمه بهم. وقرىء «تشاؤن» بالتاء. فإن قلت: ما محل (أن يشاء الله)؟ قلت النصب على الظرف، وأصله: إلا وقت مشيئة الله، وكذلك قراءة ابن مسعود: إلا ما يشاء الله؛ لأنَّ (ما) مع الفعل كأن معه { يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ } هم المؤمنون ونصب { وَٱلظَّـٰلِمِينَ } بفعل يفسره. أعدّ لهم، نحو: أوعد وكافأ، وما أشبه ذلك وَقرأ ابن مسعود: وللظالمين، على: وأعدّ للظالمين وقرأ ابن الزبير: والظالمون على الابتداء، وغيرها أولى لذهاب الطباق بين الجملة المعطوفة والمعطوف عليها فيها، مع مخالفتها للمصحف.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1259)
"من قرأ سورة هل أتىٰ كان جزاؤه على الله جنة وحريراً" .