التفاسير

< >
عرض

إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَوَٰقِعٌ
٧
فَإِذَا ٱلنُّجُومُ طُمِسَتْ
٨
وَإِذَا ٱلسَّمَآءُ فُرِجَتْ
٩
وَإِذَا ٱلْجِبَالُ نُسِفَتْ
١٠
وَإِذَا ٱلرُّسُلُ أُقِّتَتْ
١١
لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ
١٢
لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ
١٣
وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ
١٤
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ
١٥
-المرسلات

إن الذي توعدونه من مجيء يوم القيامة لكائن نازل لا ريب فيه، وهو جواب القسم، وعن بعضهم: أن المعنى: ورب المرسلات { طُمِسَتْ } محيت ومحقت. وقيل: ذهب بنورها ومحق ذواتها، موافق لقوله (انتثرت) و (انكدرت) ويجوز أن يمحق نورها ثم تنتثر ممحوقة النور { فُرِجَتْ } فتحت فكانت أبواباً. قال الفارجي: باب الأمير المبهم { نُسِفَتْ } كالحب إذا نسف بالمنسف. نحوه { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } [الواقعة: 5]، { وَكَانَتِ ٱلْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً } [المزمل: 14]، وقيل: أخذت بسرعة من أماكنها، من انتسفت الشيء إذا اختطفته وقرئت «طمست» وفرجت ونسفت مشدّدة. قرىء «أقتت» ووقتت، بالتشديد والتخفيف فيهما. والأصل: الواو ومعنى توقيت الرسل: تبيين وقتها الذي يحضرون فيه للشهادة على أممهم. والتأجيل: من الأجل، كالتوقيت: من الوقت { لاِيِّ يَوْمٍ أُجّلَتْ(12) } تعظيم لليوم، وتعجيب من هوله { لِيَوْمِ ٱلْفَصْلِ (13) } بيان ليوم التأجيل، وهو اليوم الذي يفصل فيه بين الخلائق. والوجه أن يكون معنى وقتت: بلغت ميقاتها الذي كانت تنتظره: وهو يوم القيامة. وأجلت: أخرت. فإن قلت: كيف وقع النكرة مبتدأ في قوله: { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (15) }؟ قلت: هو في أصله مصدر منصوب سادّ مسدّ فعله، ولكنه عدل به إلى الرفع للدلالة على معنى ثبات الهلاك ودوامه للمدعو عليه. ونحوه { سَلَـٰمٌ عَلَيْكُمُ } [الأنعام: 54]، ويجوز: ويلا، بالنصب؛ ولكنه لم يقرأ به. يقال: ويلا له ويلا كيلا.