{مّنْ أَنفُسِكُمْ } من جنسكم ومن نسبكم عربي قرشي مثلكم، ثم ذكر ما يتبع المجانسة والمناسبة من النتائج بقوله: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ } أي شديد عليه شاق - لكونه بعضاً منكم - عنتكم ولقاؤكم المكروه، فهو يخاف عليكم سوء العاقبة والوقوع في العذاب {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } حتى لا يخرج أحد منكم عن اتباعه والاستسعاد بدين الحقّ الذي جاء به {بِٱلْمُؤْمِنِينَ } منكم ومن غيركم {رَءوفٌ رَّحِيمٌ }. وقرىء: «من أنْفَسِكم» أي من أشرفكم وأفضلكم. وقيل: هي قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاطمة وعائشة رضي الله عنهما. وقيل: لم يجمع الله اسمين من أسمائه لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: {رَءوفٌ رَّحِيمٌ }. {فَإِن تَوَلَّوْاْ } فإن أعرضوا عن الإيمان بك وناصبوك فاستعن وفوّض إليه، فهو كافيك معرّتهم ولا يضرونك وهو ناصرك عليهم. وقرىء: {ٱلْعَظِيمِ } بالرفع. وعن ابن عباس رضي الله عنه: العرش لا يقدر أحد قدره. وعن أبيّ ابن كعب: آخر آية نزلت: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مّنْ أَنفُسِكُمْ }.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(504)
"ما نزل عليّ القرآن إلاّ آية آية وحرفاً حرفاً، ما خلا سورة براءة وقل هو الله أحد، فإنهما أنزلتا عليّ ومعهما سبعون ألف صفّ من الملائكة" .