التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
٧٩
-التوبة

{ ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ } محله النصب أو الرفع على الذمّ. ويجوز أن يكون في محل الجرّ بدلاً من الضمير في سرهم ونجواهم. وقرىء: «يلمزون»، بالضم { ٱلْمُطَّوّعِينَ } المتطوّعين المتبرعين. روي:

(476) أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حثّ على الصدقة فجاء عبد الرحمٰن بن عوف بأربعين أوقية من ذهب. وقيل: بأربعة آلاف درهم وقال: كان لي ثمانية آلاف، فأقرضت ربي أربعة وأمسكت أربعة لعيالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت" - فبارك الله له حتى صولحت تماضر امرأته عن ربع الثمن على ثمانين ألفاً - وتصدّق عاصم بن عديّ بمائة وسق من تمر، وجاء أبو عقيل الأنصاري رضي الله عنه بصاع من تمر فقال: بتّ ليلتي أجرّ بالجرير على صاعين، فتركت صاعاً لعيالي، وجئت بصاع فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينثره على الصدقات، فلمزهم المنافقون وقالوا: ما أعطى عبد الرحمٰن وعاصم إلاّ رياء، وإن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل، ولكنه أحبّ أن يذكر بنفسه ليعطي من الصدقات، فنزلت { إِلاَّ جُهْدَهُمْ } إلاّ طاقتهم. قرىء بالفتح والضم { سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ } كقوله: { ٱللَّهُ يَسْتَهْزِىء بِهِمْ } [البقرة: 15] في أنه دعاء. ألا ترى إلى قوله: { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.