الباء في { بِطَغْوَاهَا } مثلها في: كتبت بالقلم. والطغوى من الطغيان: فصلوا بين الاسم والصفة في فعلى من بنات الياء، بأن قلبوا الياء واواً في الاسم، وتركوا القلب في الصفة، فقالوا: امرأة خزيا وصديا، يعني: فعلت التكذيب بطغيانها، كما تقول: ظلمني بجرءته على الله. وقيل: كذبت بما أوعدت به من عذابها ذي الطغوى كقوله:
{ فَأُهْلِكُواْ بِٱلطَّاغِيَةِ } [الحاقة: 5]، وقرأ الحسن: «بطغواها» بضم الطاء كالحسنى والرجعى في المصادر { إِذِ ٱنبَعَثَ } منصوب بكذبت. أو بالطغوى. و{ أَشْقَـٰهَا } قدار بن سالف. ويجوز أن يكونوا جماعة، والتوحيد لتسويتك في أفعل التفضيل إذا أضفته بين الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، وكان يجوز أن يقال: أشقوها، كما تقول: أفاضلهم. والضمير في { لَهُمْ } يجوز أن يكون للأشقين والتفضيل في الشقاوة، لأنّ من تولى العقر وباشره كانت شقاوته أظهر وأبلغ. و{ نَاقَةَ ٱللَّهِ } نصب على التحذير، كقولك الأسد الأسد، والصبي الصبي، بإضمار: ذروا أو أحذروا عقرها { وَسُقْيَـٰهَا } فلا تزووها عنها، ولا تستأثروا بها عليها { فَكَذَّبُوهُ } فيما حذرهم منه من نزول العذاب إن فعلوا { فَدَمْدمَ عَلَيْهِمْ } فأطلق عليهم العذاب، وهو من تكرير قولهم: ناقة مدمومة: إذا ألبسها الشحم { بِذَنبِهِمْ } بسبب ذنبهم. وفيه إنذار عظيم بعاقبه الذنب، فعلىٰ كل مذنب أن يعتبر ويحذر { فَسَوَّاهَا } الضمير للدمدمة، أي: فسوّاها بينهم لم يفلت منها صغيرهم ولا كبيرهم { وَلاَ يَخَافُ عُقْبَـٰهَا(15) } أي: عاقبتها وتبعتها؛ كما يخاف كل معاقب من الملوك فيبقى بعض الإبقاء. ويجوز أن يكون الضمير لثمود على معنى: فسواها بالأرض. أو في الهلاك، ولا يخاف عقبى هلاكها. وفي مصاحف أهل المدينة والشأم: فلا يخاف. وفي قراءة النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ولم يخف. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1307)
"من قرأ سورة الشمس، فكأنما تصدّق بكل شيء طلعت عليه الشمس والقمر" .