التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ بِآيَـٰتِنَا فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ
٧٥
فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ
٧٦
قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ
٧٧
-يونس

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير

اعلم أن هذا الكلام غني عن التفسير وفيه سؤال واحد، وهو أن القوم لما قالوا: { إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } فكيف حكى موسى عليه السلام أنهم قالوا: { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } على سبيل الاستفهام؟

وجوابه: أن موسى عليه السلام ما حكى عنهم أنهم قالوا: { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } بل قال: { أَتقُولُونَ لِلْحَقّ لَمَّا جَاءكُمْ } ما تقولون، ثم حذف عنه مفعول { أَتَقُولُونَ } لدلالة الحال عليه، ثم قال مرة أخرى { أَسِحْرٌ هَـٰذَا } وهذا استفهام على سبيل الإنكار، ثم احتج على أنه ليس بسحر، وهو قوله: { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ } يعني أن حاصل صنعهم تخييل وتمويه { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ } وأما قلب العصا حيّة وفلق البحر، فمعلوم بالضرورة أنه ليس من باب التخييل والتمويه؛ فثبت أنه ليس بسحر.