التفاسير

< >
عرض

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ
٩
-محمد

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير

وفيه وجوه الأول: المراد القرآن، ووجهه هو أن كيفية العمل الصالح لا تعلم بالعقل وإنما تدرك بالشرع والشرع بالقرآن فلما أعرضوا لم يعرفوا العمل الصالح وكيفية الإتيان به، فأتوا بالباطل فأحبط أعمالهم الثاني: { كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ } من بيان التوحيد كما قال الله تعالى عنهم { { أئنا لتاركو آلهتنا } [الصافات: 36] وقال تعالى: { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وٰحِداً } إلى أن قال: { { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } [ص: 5 ـ 7] وقال تعالى: { { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } [الزمر: 45] ووجهه أن الشرك محبط للعمل، قال الله تعالى: { { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ } [الزمر: 65] وكيف لا والعمل من المشرك لا يقع لوجه الله فلا بقاء له في نفسه ولا بقاء له ببقاء من له العمل، لأن ما سوى وجه الله تعالى هالك محبط الثالث: { كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ } من بيان أمر الآخرة فلم يعملوا لها، والدنيا وما فيها ومآلها باطل، فأحبط الله أعمالهم.