التفاسير

< >
عرض

وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ
٣٧
-الذاريات

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير

وفي الآية خلاف. قيل: هو ماء أسود منتن انشقت أرضهم وخرج منها ذلك، وقيل: حجارة مرمية في ديارهم وهي بين الشام والحجاز، وقوله: { لّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } أي المنتفع بها هو الخائف، كما قال تعالى: { { لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [العنكبوت: 35] في سورة العنكبوت، وبينهما في اللفظ فرق قال ههنا: { ءايَةً } وقال هناك: { آية بيّنة } وقال هناك: { لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } وقال ههنا: { لّلَّذِينَ يَخَافُونَ } فهل في المعنى فرق؟ نقول هناك مذكور بأبلغ وجه يدل عليه قوله تعالى: { آية بيّنة } حيث وصفها بالظهور، وكذلك منها وفيها فإن من للتبعيض، فكأنه تعالى قال: من نفسها لكم آية باقية، وكذلك قال: { لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } فإن العاقل أعم من الخائف، فكانت الآية هناك أظهر، وسببه ما ذكرنا أن القصد هناك تخويف القوم، وههنا تسلية القلب ألا ترى إلى قوله تعالى: { { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } [الذاريات: 35، 36] وقال هناك: { { إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ } [العنكبوت: 33] من غير بيان وافٍ بنجاة المسلمين والمؤمنين بأسرهم.