التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَالِقُ ٱلْبَارِىءُ ٱلْمُصَوِّرُ لَهُ ٱلأَسْمَآءُ ٱلْحُسْنَىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٢٤
-الحشر

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير

ثم قال: { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْخَـٰلِقُ } والخلق هو التقدير معناه أنه يقدر أفعاله على وجوه مخصوصة، فالخالقية راجعة إلى صفة الإرادة.

ثم قال: { ٱلْبَارِىءُ } وهو بمنزلة قولنا: صانع وموجد إلا أنه يفيد اختراع الأجسام، ولذلك يقال في الخلق: برية ولا يقال في الأعراض التي هي كاللون والطعم.

وأما { ٱلْمُصَوّرُ } فمعناه أنه يخلق صور الخلق على ما يريد، وقدم ذكر الخالق على البارىء، لأن ترجيح الإرادة مقدم على تأثير القدرة وقدم البارىء على المصور، لأن إيجاد الذوات مقدم على إيجاد الصفات.

ثم قال تعالى: { لَهُ ٱلأَسْمَاءُ ٱلْحُسْنَىٰ } وقد فسرناه في قوله: { { وَللَّهِ ٱلأَسْمَاء ٱلْحُسْنَىٰ } [الأعراف: 180].

أما قوله: { يُسَبّحُ لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } فقد مر تفسيره في أول سورة الحديد والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب،

والحمد لله رب العالمين، وصلاته على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً.