التفاسير

< >
عرض

كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ
٢٠
وَتَذَرُونَ ٱلآخِرَةَ
٢١
-القيامة

مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير

وفيه مسألتان:

المسألة الأولى: قال صاحب «الكشاف»: { كَلاَّ } ردع لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن عادة العجلة وحث على الأناة والتؤدة، وقد بالغ في ذلك باتباعه قوله: { بَلْ تُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ } كأنه قال: بل أنتم يا بني آدم لأنكم خلقتم من عجل وطبعتم عليه تعجلون في كل شيء، ومن ثم تحبون العاجلة وتذرون الأخرة، وقال سائر المفسرين: { كَلاَّ } معناه حقاً أي حقاً تحبون العاجلة وتذرون الآخرة، والمعنى أنهم يحبون الدنيا ويعملون لها ويتركون الآخرة ويعرضون عنها.

المسألة الثانية: قرىء تحبون وتذرون بالتاء والياء وفيه وجهان الأول: قال الفراء: القرآن إذا نزل تعريفاً لحال قوم، فتارة ينزل على سبيل المخاطبة لهم. وتارة ينزل على سبيل المغايبة، كقوله تعالى: { { حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِى ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم } [يونس: 22] الثاني: قال أبو علي الفارسي: الياء على ما تقدم من ذكر الإنسان في قوله: { { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَـٰنُ } [القيامة: 3] والمراد منه الكثرة، كقوله: { { إِنَّ ٱلإنسَـٰنَ خُلِقَ هَلُوعاً } [المعارج: 19] والمعنى أنهم يحبون ويذرون، والتاء على قل لهم، بل تحبون وتذرون.